
هذا هو حال المنافقين، هم قلقون، قلقون من انكشاف أمرهم، قلقون من أن ينظر إليهم المجتمع على حقيقتهم، على ما هم عليه، يحرصون على أن يبقوا مقبولين لدى الناس، وتبقى لهم مكانتهم لدى الناس، ولذلك قال الله عنهم:{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} هذه الحالة من حالات المنافقين حذر قلق من كشف حقيقتهم، من كشف ما هم عليه، والله سبحانه وتعالى ليس فقط كشف أعمالهم وأقوالهم، بل إنه سبحانه وتعالى يكشف ما في قلوبهم {تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم} القرآن الكريم أخرج حتى خبايا ما في نفوسهم، وما في ذات صدورهم، وما احتوت عليه قلوبهم، أخرجه، كشف ، فضح، فضح لحقيقتهم حتى لا ينخدع بهم الناس، وحرب عليهم، في نفس الوقت هي حرب عليهم، وهي من أهم الوسائل التي يجب الاعتماد عليها في مواجهة المنافقين الحرب الإعلامية، الكشف لحقيقتهم، الفضح لهم، التبيين لمؤامراتهم وتعريتهم أمام المجتمع حتى لا ينخدع بهم، مسألة هامة جداً.
كانت من أهم ما اعتمد عليه النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) في مواجهة المنافقين الحرب الإعلامية، الفضح لهم، الكشف لهم، التعرية لحقيقتهم حتى يكونوا مكشوفين تماماً أمام المجتمع ومخزيين ومنبوذين فاقدين للفاعلية، وفاقدين للتأثير، ومعطلين من تحقيق أي نتائج، وبالتالي يعيشون حالة الحسرة والعذاب النفسي، عندما يرون المجتمع من حولهم مجتمعاً واعياً محصناً بالوعي القرآني، محصناً بالنور الإلهي، لا ينخدع بهم ولا يتأثر لهم، ولا يبالي بهم ولا يكترث لهم، فيعيشون حالة الحسرة في قلوبهم والعذاب النفسي، وهم يرون أنفسهم لا قيمة لهم ولا تأثير لهم ولا أثر لهم، معطلين فاقدين للفاعلية وفاقدين للتأثير، وهذا ما استطاع النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يحققه في مواجهتهم من خلال القرآن الكريم.
اقراء المزيد